السبت، 31 ديسمبر 2011

لا شيء!


مؤخراً ، فكّرت كثيراً أن أكتب ، لكن عبثاً ، الكلمات كانت تفلت وتضيع مني ، حاولت كثيراً أن أحبسها في مكان ما فيّ ثمّ ألقي بها في غياهب الورق ، لكن بلا فائدة ، لا أنا كتبت ، ولا أنا بكيت ..
والآن ، أحسُّ أنني يجب أن أكتب ، يجب أن أقول و أخبّر ولو بضع كلماتٍ في "سنة" ستحمل حقائبها وترحل ، لعلّي لا أودّ ولا حتى أستطيع أن أقول فيها شيئاً بقدر ما أودّ أن أقول وأخبّر عن نفسي .
-         أنا التائهة الغريبة ، أنا الصغيرة الكبيرة ، التي لا تريد من هذا العالم المتداعي شيئاً سوى جناحين كتلك التي لا أنفكُّ أرسمها لفراشاتٍ على الورق ، جناحين فقط ، يحملانني إلى الأماكن الجميلة في هذا العالم ، كل الأماكن بلا استثناء ، ثمّ وبعد أن أشعر بالملل أحطُّ في الجنة . أريدُ جناحين! فأنا لست شجرة ولن أكون !
-         أنا التي تنام الليل من دون أن تحلم ، تحاصرها الأحلام في النهار وفي قمة اليقظة ، حتى بعد أن توقفتُ عن الإيمان بها ، أحلام هي في نظري تافهة بسيطة ، لكنها لا تنفكُّ تقاتل بكل ما أوتيت من قوة ، فقط من أجل أن تري وجهها الشاحب للنور ، هكذا ببساطة !رغم العالم الذي ينهار ويفقد قطعة منه في كل لحظة ، ورغم الأرض التي وعلى ما يبدو عافت من عليها ، وراحت تبتلع أكثر من أي وقتٍ مضى!
-         أنا ورغم بشاعة هذا العالم ، عتمته ، برده ، وبؤسه ، رغم دفتيّهِ المشرّعتين على جهنم ، لا زلتُ أحبُّ الحياة كما هي ، عادية ، بسيطة ، رقيقة ، حياة لا تتعدى كونها كومة صغيرة من الجمر تدفئ أيامي ،مقطوعة موسيقية تبكي وتُبكي عيون قلبي ، ثم رواية تثرثر حتى الموت !

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

...


عندما كنت صغيرة في يوم ما ، كانت الحياة بالنسبة لي محض واجب بيتي ، أكتبه فتنتهي كل متاعبي ، أذكر أنني كنت ألعب مع بنات وصبيان الحارة ، يا الله كم كنا سعداء ، الآن كبرنا كلنا ، كلنا ، لم يبقى أي منا صغير .. وأنا لا زلت أذكر نفسي عندما كنت في روضة الأطفال ، روضتي كان اسمها ، "روضة أطفال السلام" ومديرة الروضة كان اسمها عائشة ، ومعلمتي "لوليتا" ..وكم أبدو أنا مضحكة عندما ألتقي بمعلمتي هذه ، أنظر إليها ، أفكر كثيراً ، هل أصافحها ؟ هل تذكرني ؟ هل أذّكرها بي ؟ ..وتدور الأسئلة في عقلي ، المشكلة أنني كبرت كثيراً ، فكيف لها أن تذكرني سيما أنها قد درّست الكثير من الأطفال بعدي ..
أذكر بعض الوجوه من تلك الأيام ، لا زلت أذكر ذلك الطفل الذي كان يرجوني لأسمح له باستخدام ممحاتي ، حتى أنه ألّح عليّ مرة وحلف لي أنه سيرجعها فصدّقته ، ولكنه كعادته أكلها !
أذكر طفلين ، هما بلال وزكريا ، لم أكن أحبهما على الاطلاق ..وأذكر الدكان الذي كنا نتردد عليه كثيراً ، وصاحب الدكان كان "أبو سمير" ، أشترينا من محلّه الكثير الكثير من الأشياء ، وإن لم تخنِ الذاكرة فأولى دفاتري كانت من هناك ، لا أدري لماذا أذكر الآن تلك اللحظة ، يوم ذهبت مع أخي إلى هناك ، وقتها وقفنا أمام الثلاجة واحترنا أي نوع من المثلجات نشتري ، وقتها اقترح علينا أن نشتري بوظة اسمها "تروبيكا " وللأمانة كانت لذيذة ، أما اللحظة الأكثر التصاقاً بالذاكرة فيما يتعلق بهذا الدكان ، فتكمن يوم جاءتنا أمي في الخامسة صباحاً ، وسألت أخي هذا السؤال :عمو أبو سمير امبارح بالليل كان منيح ؟ ..وقتها استغربنا السؤال ، أبو سمير توفي ، المشكلة أننا اشترينا منه الليلة الماضية وكان بخير ، لكنه رحل ، راح عمو أبو سمير ، وراحت الدكانة ، وراحت الروضة ، وراحت الدنيا ..ورحنا!
أذكر آخر حفلة شاركت بها في الروضة ، حفلة تخرجنا ، والتي عُقدت في الدار البيضاء ، وهي عبارة عن مركز للمعاقين ، وقتها رقصت مع الأطفال على أغنية "طيري طيري يا عصفورة" لريمي بندلي ، وكنت أرتدي تنورة برتقالية وكنزة بيضاء اللون ومكتوب على صدرها "روضة أطفال السلام" باللون الذهبي ..
ومضت الأيام ودخلتُ المدرسة ، وكانت أقسى اللحظات هي تلك التي أرى فيها وجه مديرة المدرسة ، ظلت حتى وقت طويل مصدر خوف بالنسبة لي ، كانت سمينة ، وتضع نظارة تصير سوداء في الشمس ، كانت عصبية ومخيفة جدا ..
أنا حتى اللحظة لا أنسى يوم تعرضت أنا ومعظم زميلاتي في الصف للعقاب الجماعي ، المشكلة أنني حتى اللحظة أرى أننا لم نستحق العقاب ، واللهِ لم نستحق العقاب ، يومها كنا مستعدّين لحصة الرياضة ، لا بل كنا متعطشين لها ..هي كانت محض حصة يتيمة في الأسبوع ..كيف لها أن تضيع ! كيف ؟ هل سننتظر حتى الأسبوع القادم  لكن ! خذلتنا السماءُ فأمطرت ، وقتها ..قالت المعلمة .. من يريد أن يخرج ليلعب ، فليخرج .. وخرجنا معظمنا ولعبنا ، ولكن يا فرحةً لم تكتمل ، جاءت المديرة وضربتنا كلنا ، لا أدري لماذا ؟ يبدو أننا ألححنا على المعلمة وقتها ، فخيّرتنا بين الخروج والبقاء في الصف ، وقتها لم يدر في خلدي أنني سأعاقب ..عوقبت وانتهى الأمر ..
أذكر حصة اللغة العربية ، أذكر كيف كانت المعلمة تُغرِقنا في المعلومات النحوية ، وقتها كنت أحب الدراسة جداً جداً ، كنت أكتب كثيراً ، تقريباً كل ما يقال في الحصة ، كنت أحشر المعلومات هنا وهناك ، ثم أقلب الكتاب وافتحه من الخلف وأكتب على الصفحات البيضاء الأخيرة المتواجدة هناك .. أذكر مرة ، كيف ضاع دفتر اللغة العربية ، وكيف بحثت عنه كثيراً ، كانت هذه بالنسبة لي من أبشع المصائب التي قد تحل بالإنسان ، وبعد اليأس الذي حل بي ، اشتريت دفتراً جديداً ثم أعدت الكتابة مرة أخرى ، مرت فترة لأكتشف فيما بعد أن زميلة لي اسمها أميرة قد سرقته ، أنا اكتشفت الأمر بنفسي ، ونظرت إلى حيث كنت قد كتبت اسمي عندما كان الدفتر لي فلم أجد اسمي ، بل كان مكان الاسم فارغاً ، يبدو أنها حاولت أن تمسح الاسم ، إلا أنها لم تستطع القيام بذلك ..
وأذكر كيف كانت دلال ..وهي الفتاة التي تجلس بجانبي تحاول أن تغش عني في الامتحان ، ويا لخيبة أملها ، فقد كانت تغش اسمي حتى !! .. لا أذكر أنني كنت أضحك على دلال أو على غيرها من الفتيات الضعيفات في الدراسة ، أما أن أكون فعلتها ونسيت ، فهنا اعتذر اعتذر من القلب !
أذكر ،، أذكر ..إحدى الامتحانات ..امتحان لغة عربية ،، وقتها نسيتُ سؤال ب5 علامات ..هذا كان خطأي الوحيد بالامتحان ، تباً له من خطأ .. المشكلة أنني أديت الامتحان ، ثم بقينا في المنزل حوالي أسبوعين ، لا أذكر لماذا بالضبط ، إما أنها كانت إجازة العيد ، أو منع تجوال من اليهود ، أو الاثنتين معاً ..وبقيت طوال هذه المدة أحاول أن أتذكر ، هل نسيت السؤال فعلاً أم أنه مجرد قلق ..
ولا زلت أذكر أنني في الصف الخامس أو الرابع قد حصلت على 16\20في امتحان الرياضيات الفصل الأول ، وفي الفصل الثاني حصلت على 20\20..
يا الله ..أذكر أنني كنت أقلق كثيرا كثيرا ، كان قلقي أكبر من حجمي ، كان قلقي أطول مني ، مع ذلك كان لي إرادة من حديد ..
*الفوضى التي كتبتها ، مجرد محاولة لأمسك بخيط الطفولة الذي أفلت مني منذ زمن ..


الأحد، 25 سبتمبر 2011

شيزوفرينيا!


أنتِ منذ مدة ، إن لم تضعِ المشط في شعرك لتسرحيه ، فإنك تضعين يدك ، تمررين أصابعك بين خصلات شعرك ، ثمّ تخرجيها ، لكن ! لا تخرج وحدها ، بل معها أكثر من شعرة ، قد سقطت ، وتسقط غير واحدة كل يوم ، ولأنك تحسين بأنك أصبتِ بشيزوفرينيا ، هذا إن لم تكن رفيقة طفولة أصلاً ، فإنك تستحمين رغم هذا التساقط ، بشامبو ضد القشرة ولست تعانين منها أصلاً !
وأنتِ ، أنتِ نفسك ، قد ضحكتِ قبل يومين من مدّرس لك ، وقلتِ أنه مجنون ويناقض نفسه في الدقيقة ألف مرة ، ثمّ تنفصمين منذ يومين ، إن لم تكوني مفصومة أصلاً ، وتكتبين حواراً لخمسة أشخاص ، يتجادلون حول القضية ، أنتِ كتبتِ الحوار ، وأنتِ نفسك دعمتِ رأيين اثنين متناقضين إلى أبعد أحد ، الأول يؤمن بالسلام كحل للقضية مُلهمةً بفيلم قلب من جنين، والثاني يؤمن بالحرب ولا شيء سوى الحرب  مُلهمَةً بقصيدة لا تصالح لأمل دنقل، واليوم أنتِ ومجموعتك هذه قد تجادلتم كثيراً حول الموضوع وصار الأمر شبه جدّي ، والآن تحسين بعبثية الحياة ، وجنون مجازفتك واختيارك لموضوع كهذا ، وبخيانة عظمى تجاه الوطن وشيزوفرينيا .
والفيلم! قلب من جنين ، الذي ألهمكِ لهكذا مجازفة ، والذي وقعت عينكِ عليه في شهر رمضان ، عندما كنت تقلّبين القنوات بحثاً عن شيء لا تدرين بالضبط ما هو ؟ .. وقتها صُعِقتِ ، ولا تكف الصعقة تلمسكِ حتى اللحظة ، كلما جاء ذكر هذا الفيلم على لسانك ، والآن حصلتِ عليه ، ولن تشفي منه أبداً !
أحمد الخطيب ، ابن جنين ، التي تحبينها حبّ عاشقٍ ، يرقص في آخر الفيلم ، وأنتِ تموتين بدل المرة ألفاً ، وإسماعيل :الأب .. يقتلك ، كلما طبّع تلك القبلة على جبين الفتاة الدرزية التي تحيا اليوم بقلب ابنه ، والمخرج يُعمِلُ سكيناً في القلب بهذه الموسيقى التي اختارها للفيلم !

الأحد، 11 سبتمبر 2011

تباً!



في اللحظة الراهنة تتربع أختي على السرير وتقرأ شيئا ما ، لا أدري بالضبط ما هو فأنا لا أرى الكتاب أمامها ولا أسمعها بعد أن قررت أن أصاب بالطرش من مقطوعة ترنيمة العود ، على أن لا يحصل ذلك بسبب أكرم ، الذي بات مزعجاً أكثر بكثير من اللازم ، وأنا الآن  لا أدري بالضبط ماذا أفعل ، سيما أن العقل والجامعة قد أصبحا في زحمة لدرجة أشعر معهما أنني في مملكة الصين الشعبية ، وأسير هائمة على وجهي ، أنزل درجات القسم الكثيرة ثم أتجه نحو مكاني المفضل للجلوس ، لأجده مزدحماً أكثر من اللازم وحتى الآن مضى أسبوع ودخلنا في الثاني ولم أجلس هناك سوى مرة واحدة .. ومع أن المكان بات مزدحماً اكثر من اللازم ، وجدولي الدراسي شبه معاق ، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيراً على علاقتي بالمكان  ..
لكن .. !في طريق العودة ، وكما يحصل كل يوم ، وكما أفعل منذ عامين ، تتسلق عيوني نافذة الباص ، وأنظر إلى كل شيء كأنما أفعل ذلك لأول مرة ، مع اختلاف بسيط ، هو أنني أنظر بحسرة إلى حاجز حوارة ، وأمعن النظر في جهة اليسار ، سيما أن الأقوال تتزايد عن احتمالية عودته إلى ما كان عليه سابقاً قبل أعوام ، سيصطف الناس في طوابير لا منتهية ، وستحرقهم الشمس بلا رحمة ، وسيمعن الجنود بالتفتيش ، وحتى لا أكون منهم ، سأتخذ قراراً صعباً مرة أخرى ، سأحمل حقائبي وأرحل !
تباً !

السبت، 27 أغسطس 2011

قلب جنين


تقرير: ايريس ماكلر- إذاعة هولندا العالمية/   قارب المخرج السينمائي الألماني ماركوس فاتر على الانتهاء من مشروع ترميم إحدى دور السينما في جنين في الضفة الغربية وهو المشروع الذي استغرق ثلاث سنوات كاملة، وكانت الدار قد أقفلت على يد ميليشيات فلسطينية منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن.

في عام 2007 صور ماركوس فاتر فلما وثائقيا في جنين وبقي هناك لإعادة بناء دار السينما وعرضه فيها.
يدور فلم "قلب جنين" عن طفل فلسطيني قتل على يد الجنود الإسرائيليين عندما كان يلهو بلعبة على شكل بندقية من البلاستيك في مخيم اللاجئين الموجود في المدينة، وقرر والداه بعد مقتله التبرع بأعضائه لإنقاذ أطفال آخرين من العرب والإسرائيليين.

► الثقة والحب
"مشروع سينما جنين يدور كله حول فكرة الثقة. الثقة مثل الحب، وإذا لم تمنح الثقة فانك لن تحصدها أيضا، ولن تحصل على الحب في المقابل، بل على كل المشاعر البغيضة الأخرى". هكذا يقول منتج الفيلم الألماني ماركوس فاتر.

فاز الشريط الوثائقي بالعديد من الجوائز، لكن لم يمكن عرضه في جنين قلب الحدث لان السينما الوحيدة الموجودة بالمدينة أقفلت منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمن على يد ميليشيات فلسطينية. طلب والدا الطفل أحمد من المنتج فاتر المشاركة في إعادة ترميم وبناء السينما من جديد لأنهما كانا يرغبان في إيجاد المزيد من الفرص لأطفال المنطقة، فوافق على ذلك رغم أنه لا يعرف عن أعمال البناء والترميم شيئا.

► متطوعون
أدار فاتر الأمور بطريقة غير تقليدية، حيث لم يسع إلى البحث عن ممولين للمشروع، بل انطلق مباشرة في العمل. ولم يكن العاملون في المشروع يتلقون أجورا تذكر، وفي الحقيقة لم يكن هناك أجور على الإطلاق للمهندس الألماني ومساعديه من الفنيين. لم يكن هناك سوى متطوعون.

"وضعنا الخطوة الأولى، هذا بالضبط ما فعلناه، بدأنا بأعمال التصليح مباشرة، وكنا نتبع نصيحة: لا تكثر من الكلام وقم بالعمل بحب كبير". يقول فاتر شارحا فلسفته في إدارة المشروع.

المشروع طموح جدا، ويهدف الى ترميم صالة العرض الداخلية المغلقة وتشييد صالة عرضة خارجية مفتوحة في الهواء الطلق، إضافة إلى مقهى وغرفة ضيوف، كما أنشأ فاتر ومن معه شركة لإنتاج وتوزيع الأفلام.

► روجر واترز
بلغت الكلفة لغاية الآن نصف مليون يورو. القسم الأكبر من التمويل جاء من الحكومة الألمانية، والباقي من المتبرعين من الشركات وأشخاص عاديين. لكن الهبات المالية غير كافية. في بداية هذا العام لم يكن لدى فاتر مال للمتابعة، اضطر إلى الكتابة إلى ستة متبرعين يطلب منهم المال الذي يحتاجه وهو مبلغ 900 ألف يورو من اجل إنهاء المهمة. فقط متبرع واحد تجاوب مع الطلب. وهو الموسيقي البريطاني الشهير روجر واترز، من فرقة الروك بنك فلويد فايم. وفي حديث هاتفي قال روجرز:
" شعرت عندما التقيت هؤلاء الناس برابط يجمعني بهم، وشعرت أن اقل ما يمكنني فعله لهم وهو تقديم دعم مالي ليستطيعوا إنهاء مشروعهم.
يقول واترز أن المساعدة التي قدمها كانت بسبب تأثره بكرم والد احمد الخطيب:
"ان هذا المشروع هو مرتبط بشكل أساسي بالحادثة والقصة التي هي مؤثرة جدا. هو يعطينا الأمل ربما نجد حلا ما للمحنة الذي يتخبط فيها الشعب الفلسطيني.

► معارضة فلسطينية
كانت هناك معارضة فلسطينية لهذا المشروع. في بداية هذا العام انتقد فلسطينيون مثقفون مشروع سينما جنين. اعتبروا أن هذا المشروع يعتمد على تعاون إسرائيل وعارضوا بناء السينما طالما الجيش الإسرائيلي يحتل الضفة الغربية. اقر فاتر من جهته أن هذا الأمر سبب له الإحباط ويقول عن ذلك:
"اعتقدت وقتها ان المشروع سوف يفشل. وأنني لا أستطيع أن اصرف وقتي على مشروع فيه توجه أصولي. كان الأمر محبطا للغاية."

استعاد فاتر التزامه بالمشروع نتيجة ثقة الفلسطينيين العاديين به، بالإضافة إلى التصميم القوي لدى والديّ احمد الخطيب، لان سينما جنين كان حلما أرادوا أن يتحقق. أرادوا أن يتوفر لشبان البلدة ما لم يتوفر لابنهم، أي المزيد من الفرص ومستقبل أفضل وبالتأكيد المزيد من الأمن. أنقذ أحمد بموته خمسة أولاد، قدم لهم الحياة بحصولهم على أعضاء كانوا بحاجة لها. مع بناء هذه السينما التي أنشئت تكريما لذكراه، يأمل أهله أن يستطيع أن يؤثر على حياة العديد من الناس أيضا.

► الافتتاح
شارف بناء سينما جنين على الانتهاء، ومن المقرر أن يتزامن افتتاح سينما الهواء الطلق مع المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم، على أن تفتتح السينما الداخلية في أوائل شهر أغسطس آب من هذا العام.
P.S:التقرير والخبر المكتوب في الأعلى قديم بعض الشيء ، نُشِر قبل عام تقريباً ، وأنا الآن أضعه وسام شرف على مدونتي ، أولاً : لأن الأمر يخص جنين التي أحبها لأسباب مجهولة ، والأمر نفسه ينطبق على السينما ، ثم إن الفيلم الوارد ذكره في التقرير "قلب جنين"مؤلم حد البكاء .. 
P.S:عزيزي ماركوس زرنا في سلفيت ، ولي معك حديث ، الى اللقاء .
 

السبت، 13 أغسطس 2011

//


رغم شعوري مؤخراً أنني لا أجيد الكتابة كما ينبغي ، أو أنني بت لا أثق في أشياء كثيرة منها نفسي وطريقتي في الكتابة ، إلا أنني سأكتب تلك الفكرة التي عبرت أفقي ..
الآن ، وأنا في العشرين من عمري ، أدرك ما معنى أن تمضِ السنون دون أن تفعل شيء ، أي شيء ..كأن تقرأ كتاباً كل يوم ، أو تشاهد فيلما ولو مرةً في الشهر وبالنسبة لي أفضّل أن يكون في السينما : التي عندما أحدّث أحداً عن حبي لها واستغرابي لأن مدينة بحجم مدينتي ما فيها دار واحدة للسينما ، وقتها قد يأتيك السؤال المتوقع دوماً :عن معنى السينما فأجيبهم بسذاجة : هي بالنسبة إلي تلفزيون كبير ، هناك  أشاهد من رحم العتمة ، وأتأثر دون أن يلاحظ أحدٌ ذلك ، ثم أضحك من أعماقي عندما يضحك المشاهدون ..
ولأنني الآن كبرت قليلاً ، وتغيرت ، لا لأنني أريد ذلك ، بل لأن الطبيعة تفعل ذلك في كل وقت ، تغيرت نظرتي لكثير من الأشياء ، وما عدت أفعل بعض الحركات البريئة الي كنت أفعلها ، كأن أختصر أحلامي في ورقة ، أنظر فيها ، وأحدق بها ، أحتفظ بها لفترة ثم أضيّعها  هي و ما احتوت..
والآن .. بعد المدرسة والمريول ، بعد عامين في الجامعة ، وبعد العشرون التي حلّقت. لا أريد أن أقول بأنني أحلم بأن أخرج إلى النور ، فأنا أتحفظ على كلمة "أحلم" هذه التي تثير فيّ شيئاً من الشك ، بل سأقول : أريد ، أريد من أعماقي أن أخرج حقاً ، أريد أن أمشى على شاطىء بحرٍ ما ، أريد أن أشاهد فيلماً من رحم العتمة ، أريد أن أجرّب أشياء كثيرة  ، لا أريد لحياتي أن تكون مميزة ، بقدر ما أريدها بسيطة ولكن من صنع يدي ، من تخطيطي أنا ، لا كما يريدها أي أحد ..
ثم إن العمر يمضي .. وأنا أهرم  !

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

فلسفة:-


مؤخراً ، وبطريقة تبعث على الضحك ، أقتنعت أخيراً بفكرة "أن الإنسان لا يأكل من هذه الدنيا إلا نصيبه" ، رغم أنني لطالما سمعتُ الناس يتحدثون عن ذلك إلا أنني أبيت أن أتشرب الفكرة َ مجردة ً كما هي . لعل الأمر بالنسبة لي كان أشبه بفكرة " إجبار والدي لي  على النوم باكراً وأنا صغيرة" ، لم أقتنع بالفكرة ، ولم أرضَ عنها أبداً ، حتى جاءت د.ماري راج-الهندية الأصل- وشرحت لنا درساً عن الساعة البيولوجية وأنا في سنتي الجامعية الأولى ،وقتها فقط فهمتك يا والدي ،وفهمت الفكرة ، بدون مشاكل ولا عصيان مدني ..!!

أحياناً ، وأنا أقلّب صفحات المادة لآخر مرة أمام قاعة الامتحان ، يحصل أن يشي لي حدسي بسؤال ما ، فأدرسه ، لأجد السؤال نفسه في الامتحان ،وأحياناً أخرى أيضا يشي لي حدسي فأهمله ، ثم أتفاجأ !!! أليس هذا نصيب في الحالتين ..؟!

ثم إن الثانوية العامة ، أليست أيضاً واحدة من تفاصيل حياتنا الكثيرة الخاضعة لقاعدة النصيب ؟ .. طالب يدرس فيتوفق ، وآخر يكره نفسه ثم الدراسة  فلا يدرس ولا ينجح ، وآخر متفوق طوال سنواته المدرسية الإحدى عشر ولكن-مع الأسف- ختامها ليس مسكاً ، وآخر العكس تماماً ... أما الفكرة الأكثر بؤساً بين كومة الأفكار هذه ، طالبة تنجح وبمعدل ممتاز ، ثم ومن شدة الفرحة ، يطلق أخوها رصاصة للهواء ، فتصيبها في مقتلها ، تصيبها هي بالذات من بين كل الموجودين .
*لعل الفكرة التي خضعت لها السطور في الأعلى "مريحة" .. بالنسبة لي على الأقل : )  ..

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

أكثر سواداً!!

بكل بساطة وعفوية وتلقائية،بعيداً عن المكياج والكلمات المنمقة،وقريباً جداً من الواقع وحدسي أقول:
القضية ليست لون حذاء أو شالة لأجاملكم بهِ ، كما أنني لست مضطرة الآن وأثناء حديثي عن ذلك، لفرد وجهي وإطلاق ابتسامتي للريح ،أنا لن أبتسم رغماً عن أنفي سيما أن هذا الأمر الذي أتحدث عنه يتطلب وعلى أقل تقدير مني تكشيرة مع رقم 11في جبيني ،متناسية نصيحة جدتي لي في صغري ،بعدم التكشير ، نظراً للقبح المنوط بهِ إضافةً للتجاعيد التي قد تعتمل في وجهي باكراً كنتيجة لذلك!!!!
باختصار شديد ،أيلول المزعوم الذي يتحدثون عنه لن يكون اكثر من صفحات نضيفها لقضيتنا الفلسطيينية ،لنضطر من بعده لتعديل كتب التاريخ المدرسية ،وكتاب الدراسات الجامعي ،متكبدين بذلك خسائر ورقية وحبرية ،فهو لن يختلف عن أي وعد أو بند سابق ..بناءً على استنتاجاتي الشخصية من أن كل من وعدنا حتى الآن يحمل قاعدة بينه وبين نفسه تقول no promises..
أتعلمون؟ليتنا نعود لزمن الحجارة ،المقليعة ،المولوتوف، ليتنا نعود لذلك الزمن الذي شاب فيه شعري ، واختبأتُ فيه أنا وأختي مرةً بجانب سور المدرسة بسبب القصف ، على الأقل في تلك الفترة تقاسمنا القضية مع الغزيين مناصفةً ،دون أن يحمل أحدنا عبئاً لا يقارن أبداً بعبء الآخر..
بالمناسبة عندما كنا صغاراً ونتشاجر ، أمي كانت تقول دوماً ، أن كل المشاكل تُحلّ بالسياسة والتفاهم ،لكن!!!إلا القضية ،ولّى زمن الكلام ،سئمنا الوعود والبنود ،سئمنا منكم يا أصحاب المقامات ويا ذوي الملابس الناعمة ، بالمناسبة أستغل هذه المناسبة العظيمة لأشتمكم بأبشع الشتائم ..
وأنت يا محمود درويش قلت مرة:"وبي أملٌ يأتي ويذهب ،لكن لن أودّعهُ"...اسمح لي أن أقول "وبي أملٌ يأتي ويذهب،،لكن،شكلي سأودّعهُ"..

الأربعاء، 13 يوليو 2011

!

أتعلم يا ناجي !
في فترة من فترات حياتي ،ومن دون قصد تخليّتُ عن الكتابة ، هجرتها، مع أنني كنت بالكاد في البداية ،المشكلة أنني كنت أظن دوماً أن ما يُكتَب هو العظيم فقط ، وأن لا مكان للشيء البسيط الساذج .. والآن أحس أن الكتابة قد خُلِقت لتستوعبك كما أنت،بذكائك بغبائك ، بسعادتك بتعاستك ، هي موجودة لتستوعبك بكافة تناقضاتك وفي جميع أحوالك.
الكتابة ، أتخلى عنها فتأبى هي ذلك ،أركلها بقدمي فتأتيني زحفاً على ركبتيها ، ومع أنني في فترة من الفترات أحببتها أكثر ، ولكني الآن في عتمة الليل أكتب ، أنسل خيطاً من خيوط الليل فأكتبه ويكتبني ويكتب كلٌ مننا الآخر.
وأنت قصة اخرى ، أنت غريب يا رجل ،غريب..احترم بساطتك بكافة تفاصيلها ، أنت لا تعلم كم أشعر بالامتنان كلما تذكرتُ اهتمامك بالبسطاء والأميين ، أنت أبداً لم تتفلسف علينا ، أنت أردت أن يفهمك العامة قبل النخبة ..
وأن لا أنساك أبداً..سأحدثك كلما أردت الكلام فأنت تفهمني جداً .. من القلب شكراً لك.

الأحد، 3 يوليو 2011

يتيماً يعانق يتيماً آخر!


يتيماً يعانق يتيماً آخر!



ناجي العلي هو رسام كاريكاتير فلسطيني ولد عام 1937م في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة،هناك حيث ولد المسيح،واستشهد الشاعر عبد الرحيم محمود..
ومثله مثل الكثير من الفلسطينيين لم يعش في وطنه كثيرا،حيث تم تهجيره هو وأسرته إلى لبنان،هناك حيث عاش حياة مرّة في مخيم عين الحلوة، اعتقله الجيش الاسرائيلي واللبناني كثيراً،فكان يقضي وقته بالرسم على جدران الزنزانة.
ناجي العلي لم يعرف الاستقرار في حياته، فقد كان متنقلاً من مكان إلى آخر،وأثناء وجوده في الخليج هو وغسان كنفاني،لاحظ أن كثيراً من أصدقائه قد تخلّوا عن مبادئهم لأجل المال والعقارات،فرسم حنظلة ليذكّره دوماً بألا يضعف وأن لا يصبح واحداً من المجتمع الاستهلاكي، وفي هذا السياق يقول ناجي:"كان لي أصدقاء تشاركت معهم العمل،جمعنا السجن..ولكن عندما انتهوا إلى أن يتحولوا إلى" تنابل "وأصحاب مؤسسات وعقارات خفت على نفسي من الاستهلاك.وفي الخليج أنجبت هذا الطفل وقدمته للناس ،اسمه"حنظلة"،وعاهد الجماهير على ان يحافظ على نفسه،رسمته طفلاً غير جميل شعره مثل شعر القنفذ،والقنفذ يستخدم أشواك شعره كسلاح."حنظلة" لم أعمله طفلاً سميناً مدللاً مرتاحاً،إنه حافٍ من حفاة المخيم،وهو"أيقونة" تحميني من الشطط والخطأ.ورغم انه غير جميل إلا أن حشوته الداخلية تحمل رائحة المسك والعنبر ومن أجله سأقاتل بضراوة كي لا يمس.
وعن حنظلة يقول ناجي:"ولد حنظلة في العاشرة من عمره ،وسيظل دائماً في العاشرة من عمره،ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر،فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء كما هو فقدان الوطن استثناء".وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي:"كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطبيع شاملة،وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة،فهو ثائر وليس مطبّع.
وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب:"عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة،وعندما يسترد الإنسان شعوره بحريته وإنسانيته".
ناجي العلي كان صريحاً،وصريحاً جداً،كان وقحاً في مهاجمة المخطئين بغض النظر من هم (ما أجملها من وقاحة).إذاً كان مصيره معروفاً..حيث تم اغتياله في لندن من قبل شاب يقال ان له ملامح شرقية،وبالتالي أسلم ناجي روحه لبارئها في لندن عام 1987م ودفن هناك ما يعني أن وصيته لم تتحقق لأنه أراد أن يدفن في مخيم عين الحلوة قرب والده، إذاً رحل ناجي قبل أن يرى فلسطين مرة أخرى،رحل صاحب الضمير الحيّ،رحل لساننا وسيفنا،رحل ثائرنا البطل، لكن من ترك حنظلة وراءه لا يموت أبداً..
............................................................................
من أشهر وأجمل مقولات ناجي على الإطلاق:
-اللي بدو يكتب لفلسطين،واللي بدو يرسم لفلسطين،بدو يعرف حالو ميّت.
-هكذا أفهم الصراع:أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
-الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة.
-متّهم بالانحياز،وهي تهمة لا أنفيها،أنا منحاز لمن هم تحت.
-أن تكون أو لا تكون ، التحدي قائم والمسؤلية تاريخية.
...............................................................................
وردة منا لروحك يا ناجي


السبت، 25 يونيو 2011

ناجي!

ناجي!
أنا جديد بلّشت أفهم الصراع!يعني إحنا بالمدسة كنا ندّرس تاريخ، وكنا ندّرس عن القضية ، بس المشكلة كانت إنو كل همي أحفظ المادة، علشان أجيب علامة كاملة ،وحتى أساتزتنا ما كان يهمهم إشي بالدنيا قد التحايل والفلسفة علينا ، علشان همي بمرضوا لو حدا بجيب علامة كاملة : ) ..

بس هسة أنا كبرت ، وفي مادة الدراسات في الجامعة ، كل يوم بكتشف قديش إحنا العرب والفلسطينيين على نياتنا،وقديش إحنا هبايل ،وقال شو لليوم بنقبل مفاوضات واجتماعات ومعاهدات واتفاقيات وكتب بيض وسود وخضر وحمر ، مع إنو كل البنود فيها هي هي !!!
شو هالهبل يا زلمة ..!

ببقى أشوفك بعدين .. مع  السلامة !

الجمعة، 24 يونيو 2011

...!


اسمع يا ناجي ،ناجي!هيك حاف !بلا سيّد بلا استاز،ولا حتى عمي!!
معلش بس أنا كسرت هالحواجز الي بينا ،لأني بعرفك منيح ،وبعرف إنك مع البساطة وأهلها،بعرفك بتهتم بالناس الفقراء،والأميين والي يا دوبك بفكوا الحرف ،مش انت الي قلت "أنا منحاز لمن هم تحت"؟!

بصراحة ،أنا قعدت مع حالي وصرت أفكر،يعني هسة لو انك عايش كان أنا شو عملت ؟بيني وبينك وخليني أوشوشك.كنت رح أعزمك على كاسة نسكافيه في كفتيريا صباح الخير،كنت حكيت أنا واياك،شوية ،ولا أقلك كثير،كنت طنشت جميع محاضراتي إلي ما بطنشها هالأيام إلا على قطع رقبتي .

بتعرف يا ناجي،قبل يومين ضاع قلمي،ومش أي قلم،الي ضاع هو قلمي الأخضر الي بحبو كثير،ما كنت أكتب دوماً في،بس هو كان دوماً معي،قبل هالمرة ضيعتوا مرتين بس لقيتوا،لكن هالمرة شكلو ضاع عنجد ،يا الله!وين راح؟مين لقيه؟شو رح يعمل فيه؟

ناجي إنت هون .!!؟

الاثنين، 20 يونيو 2011

إلى من يهمه الأمر...!


إلى من يهمه الأمر:

منذ مدة وأنا أفكر،أفكر كثيراً-قال على أساس أنني إن فكرت فأنا موجود-أفكر كثيراً بمدينتي الصغيرة الهادئة الجميلة سلفيت،وحتى اللحظة لم أتوّصل إلى أي نتيجة منطقية بشأن الفكرة التي جابت ولا زالت تجوب سراديب عقلي ذهاباًوإياباً.

إنني لا أستطيع استيعاب فكرة،أن مدينة بحجم سلفيت،هذه المدينة الهادئة،كنعانية الأصل،والمحاطة بأكثر الجبال فتنةً في المنطقة،والتي جاء اسمها من مقطعين،ألا وهما:سل وهي السلال ،وفيت أي العنب،لتصبح سلال العنب،وذلك لكثرة ما اشتهرت بهِ.

مدينة كهذه،ما فيها دار عرض للسينما،ولا مسرح،ولا مركز ولا حتى زنقة -على قولة الي ما يتسمى-لنتلعم فيها العزف على آلة ما،وللأمانة ،للأمانة فقط ..فيها شيء واحد ووحيد يخص الثقافة من بعيد،ألا وهو مكتبة زاخرة بالكتب ولكنها تأن من الغبار ،فلا أنا ولا غيري ندخلها،علماً بأنني كنت أكتوي تحت الشمس لأصلها وأنا صغيرة!!

أدري بأنني في نظر من سيقرأ هذه السطور حمقاء ،لا بل أنانية،فهذا ليس بالوقت المناسب لهكذا سخافات ،وأدري أنه سيقول ولوبينه وبين نفسه:"يا شحاديـــــــــــــــــن"..."يلي عايشين ع المساعدات"..ولكن يا سادة حتى مساعداتكم-شكراً فضلتوا علينا-تصرف في غير موضعها!!!!

أما أنتِ يا وزراة الثقافة فأقول لكِ هنا وعلى الملأ،لو انك أحسنتِ استخدام ما يصلك من مال لأجل الثقافة لصار عندنا بدل دار للسينما ألف،وبالتالي أنتِ بمديرك ونائبك وموظفيك وكل من يمشي في طريقٍ معكِ تباً وسحقاً،وعلى قولة د.سمير "go to hell"...
وأخيرا أعتذر من كل فلسطيني لا يجد اللقمة لحديثي عن فكرة كهذه ،واعتذر من كل عربي يموت اليوم لأجل حريته وأنا بدّي سينما...
تباً لي وللثقافة!!!

الخميس، 26 مايو 2011

خطيئة!


خطيئة!


صف من الورود،سربٌ من الفراش،سلسلة جبال،سماءٌ زرقاء،شمس ساطعة،بيوت صغيرة،أبخرة طبخٍ متصاعدة،وربيعٌ أخضر تماماً كهذه الرسمة البريئة التي رسمتها لأخي الصغير

.
وهكذا بالضبط كنا نرسم ونحن صغار.وهذا بالضبط نوع الحياة التي أريد،كهذه اللوحة التي ارتكبت فيها وبلا أدنى شك كثيراً من الآثام الفنية،ولربما لا علاقة لها بالفن لا من قريب ولا من بعيد،ولكنني أريد لحياتي أن تكون كهذه،بسيطة،هادئة،عفوية،خفيفة  ،خالية من القوانين الغبية قدر الإمكان.


والأهم من هذا كله..لحنا موسيقياً يلوّنها..



الأربعاء، 25 مايو 2011

أنا صرتُ غيري!



أنا..صرتُ غيري!

الأيامُ،سرعتُها تخيفني،ثمة أشياءَ أتذكرها وكأنها قد حصلت في الأمس، ووجوهاً قد غيبّها الموت ولكن الذاكرة قد أبت ذلك.كما أن في الذاكرةََِ صورٌ لأشخاصٍ لا زالوا هناك ولكنني أتساءل أحيانا كثيرة إن كانوا يتذكروننا أم أن الأيام لا تسمح لهم حتى بالتفكير فينا..
إجازتي ،بعد ساعات ستصبح طي النسيان،مع أنني بالكاد شعرت بها،تُراها كانت قصيرة أم أن الأيام سريعة حقاً!!
فرصتي الأخيرة في ضبط ساعتي البيولوجية قد حانت اليوم ،إلا أنني ما زلت كما عهدت نفسي خرقاء ،ولا أتوانى عن تضييع الفرص وإن كانت هي الأخيرة!!
أفكر في فصلي الجديد الذي سيبدأ يوم الأحد ،كما أنني نمت في الأمس وأنا أفكر به،تراه سيكون كإخوته أم أنه سيكون أكثر رحمة..

تُرى هل سأكون أكثر سيطرة وحزماً..هل سأتحمس –كالعادة- مع البداية..ثم ما تلبث هذه الحماسة تتلاشى كغيمة تنقشع من السماء..
هل سأكون أقوى؟أم أضعف من قبل!!
لن أكرر هذه الأسئلة مرةً أخرى لا على الملأ ،ولا على الورقة،ولا حتى بيني وبين نفسي!!
فقط،سأكون ما أريد..وسيطمئن قلبي..وسأشعر بالراحة والرضا عن ذاتي ،سأجلس في الصفوف الأولى دوماً،وسأستمع لكل شيء يُقال،لن أضيّع أية محاضرة مهما حصل،وسأحتمل جميع الأساتذة والمقررات  وأبتلع غصتي إن كان من بينهم من لا يسر الخاطر،كما أنني سأفعل تماماً كما كنت أفعل في صغري :المعلومة الرطبة كنت أبتلعها،والجافة أرطبّها ثم أبتلعها،وتلك التي كانت تأبى مثل هذه الحلول كنت أبتلعها جافة كما هي،والمّدرس الذي لا يناسبني لا يعيقني أبداً..
ولتأتي الأيام بكل ما فيها..فأنا منذ اليوم غيري!!
................................................................
تلك السطور في الأعلى كتبتها يوم السبت في22/1/2011م وتحديدا في الواحدة وخمسة عشرة دقيقة صباحاً،كتبتها لأعانق بها فصلياً دراسياً كان على بابي،هي لم تكن تدوينة بقدر ما كانت حلماً أغتلته على ورقة،والآن أكتب وأكاد ابكي،مع أنني وللأمانة نسيت متى كانت آخر مرة بكيت فيها!
هكذا وبكل بساطة تحققت النبوءة وصار الحلم واقعاً،مع أنني يوم كتبت تلك الكلمات،خفت.خفتُ أن يكون هذا الحلم شبيه غيره،خفت أن ينقشع الحماس كغيمة!
ولكنني فعلاً كنت أكثر سيطرة وحزماً،وإن خفّ الحماسُ أحياناً إلا أنه لم يبرح أرضه،وأملي كان أمل بنيلوبي وتلمانشيوس في انتظار أوديسيس الذي غاب عشرون عاماً بالتمام والكمال إلا أنه أخيراً عاد!،،لقد كنت أقوى فعلاً،وأخيراً عدت لنفسي أو هي عادت لي،المهم أننا التقينا مرة أخرى!
-أنت كريم جداً معي يارب!
-محمود،من القلب شكراً لك.
-د.فريد أبو ضهير،د.عبد الكريم دراغمة،د.ماري راج (كي لا أنسى)
ثمة أناس يسطعون في غسقنا كشمسٍ في رابعة النهار..


السبت، 21 مايو 2011

ops!



والله وكبرتِ يا هبة،،والله وراحوا عشرين يا هبة!
خلصتِ مدرسة يا هبة،،ودخلتِ جامعة  يا هبة،،وخلصتِ سنتين يا هبة!
وشبتِ وراح الشيب من زمان يا هبة!
لعبتِ واليوم بطلتِ تلعبِ يا هبة!
اكتفشتِ أشياءات يا هبة،،فرحتِ بكيتِ يا هبة!
كنتِ طيبة يا هبة،، وكنت لئيمة يا هبة!
بتدرسِ انجليزي يا هبة،،ونفسك بالماستر يا هبة!
يا ترى بتقدمي ماستر ولا بتزهقِ وبتكبي الدراسة يا هبة!
مش لما يخلص امتحان هالويسترن يا هبة!
ما تقومي تنامي يا هبة!
وآخرتها يعني يا هبة !!



الأربعاء، 18 مايو 2011

أنا أو جودي!

لملم الأمس أشياءه ومضى.لملم خوفي وقلقي، أملي وخيبتي ،فرحي وحزني ثم مضى،وأنا لا زلت هنا، بحلمٍ ولربما بلا،بأمل ولربما بلا،ولكن الشيء الأكيد أن فيّ شوقٌ جامحٌ لشيء ما يحلق بأجنحةٍ ملونةٍ في الأفق البعيد.

أكنتُ حقاً تلك الطفلةُ يوماً،أكنت حقاً واحدة ً من أولئك الصبية الذين لعلعت أصواتهم في حارتنا وأمام منزلنا،أكنت حقاً تلك الفتاة التي تنهي الفروض المدرسية حالاً،ثم تقفز لتصرخ وتلعب معهم.

واليوم صار لكل منا طريق ٌولعبة،حتى أننا بتنا لا نلتقي ولا حتى بالصدفة،كم تشعبت بنا الطرق وكم فرقت،وكم اشتقنا واشتاق الشارع لنا،ألا يجوز أن نعيد الكرة مرة أخرى،ألا يجوز أن نجتمع كلنا معاً الآن ونلعب مرة أخرى تماماً كم فعلنا قبل  ثلاثة عشرة عاماً تقريبا،ألا يصح أن تعود أصواتنا فتلجلج في المكان مرةً أخرى ،أدري أني وإياكم كبرنا وكثيراً حتى ،ولكن دعونا نجتمع مرة أخرى،فنتناول جرعةً كبيرةً من فرح الطفولة،نجتمع ونلعب الغميضة أو  ماريو لا يهم المهم أن نلعب،بالمناسبة أتذكرون ماريو؟كم أحبه هذه الأبله،دعونا نساعده فيطلق سراح أميرته فقد طال انتظاره.

وأنتِ يا صديقتي،أتذكرين عندما غضبتُ منك لأنك شاهدتِ آخر حلقة من "جودي آبود" ولم تخبريني ،أنا حتى اللحظة أتذكر مكان وقوفنا عندما عاتبتك ولكن ومع أن الحلقة فاتتني إلى الأبد،أنا الآن لست غاضبةً أبداً..

ترى هل كبرت جودي مثلي؟أم أنها لا زالت تلك الفتاة الساذجة البسيطة اليتيمة البريئة،بجديلتيها الغريبتين جداً،وملابسها الأكثر من عادية،يا الله كم أنتي الآن حاضرةً في ذهني، ألا زلتِ تكتبين؟ما أعلمه أنكِ كبرتِ وما 
عاد للجدائل وجود أليس كذلك؟بالمناسبة ما هي أخبار صاحب الظل الطويل ؟ هل ما زال قلبه طيب؟

الأربعاء، 4 مايو 2011

!!!... .





غرفتي مدّمرة.وأنا لن أرتبها،كما ولن أرتب غيرها.بعد صباحٍ بدأ بصوت منبهٍ لم يوقظني إلا نصف إيقاظ،ليوقظني من بعده كوب ماء يتكسر،ثم ميس تغني للوطن،ولمى تتلحف مرة أخرى،السيارة تأتيني على عجلٍ،والفتاة بالقرب مني تعرفني،وأنا لا أعرف إلا شوقاً جامحاً لنافذةٍ كل ما فيها يركض!
شارعٌ يركض،وسائقٌ أخرق ،وطالبات بانتظار الإشارة.ثم كوب نسكافيه لا يشبه نفسه،وفي المحاضرة الأولى شابٌ أعمى وفتاة تستميت في التركيز،محاضرة الدراسات الثقافية فاترة،والدكتور نبيل يناديني باسمي،بلي بد يُشنَق والبحارة يبكون،وفي محاضرة الشعر أنا لست أنا،وعلى الغداء شبعت والصحن ملآن،حلقي جافٌ،وعلى الهاتف رجلٌ لم يخلط بين صوتين!
ثم أنا على الكنبة ممدة.الستارة مغلقة،والبطلة جميلة،والفيلم ما خاب فيه أملي!
الحكم يصرخ بهدف لبرشلونة ،ثم آخر لريل..وأنا أسأل نفسي حبة الشكلاتة لمين هالمرة!؟
*ابتدئ من كلامك أنت..من قال لا؟

الاثنين، 2 مايو 2011

سأكتب...!


لماذا المدونة؟
لماذا سأكتب؟
في الأمس وفي عتمة الليل.وبعد محادثة مسنجرية.قررت أن أضع غبائي المزمن جانباً،ودون الحاجة إلى كثير من الذكاء،ولا إلى فكرة جهنمية.أن أعود للتدوين الذي هجرته منذ فترة ليست بالبعيدة.
أنا بحاجة جداً إلى البوح،بحاجة إلى أن أبكي هنا كلمات،أن أشتم عندما أشعر برغبة جامحة لذلك،أن أغني وأرقص عندما أفرح ،أن أتهبّل أحيانا وأن أكون نفسي دوماً !
حقيقةً وبعد عشرون عاماً قد تبددن في الريح،لا أريد أن أنظر إلى الوراء لأجد ((اللاشيء))سيد الموقف.يعني أن أنظر إلى الوراء وأجد هبلا وترهات وسخافات أحب إلي ألف مرة من اللاشيء.
أنا في أمّس الحاجة إلى صفحات،وكلمات،وتواريخ،وتوقيت كدليل على أني عشت هذه المرحلة أو تلك !
أريد أن أكون كما كنت،كثيفة،مؤمنة بنفسي وبالأشياءات التافهة من حولي.
هنا سأكتب بغباء دوماً وبذكاء نادراً.
هنا سأكتب كآبتي إن أنا اكتأبت.
وسأكتب فرحي إن أنا فرحت.
وسأكتب بكائي إن أنا بكيت.
هنا ,,سأقول ما أريد
هنا سأستغيب الآخرين أحيانا ونفسي دوما،وهنا سأصافح الماضي ،أعانق الحاضر ،وأعبث بالمستقبل!
وحتى اللحظة هذا يكفي ... .

الأربعاء، 30 مارس 2011

متشرد!

إلى الشخص المحترم الذي سرق كل شيء يتعلق بصديقنا متشرد ،،إليك هذه الكلمات:
-متشرد صديق ليس كمثله صديق.
-مدونة  متشرد التي سرقتها وحذفت كل ما فيها ،،كانت بالشيء الكبير ليس لمتشرد وحده وإنما لكل أصدقاءه.
-نحن اشتقنا جداً جداً جداً لأبيض القلب متشرد،ولكلماته المعقدة والبسيطة.
-إن كنت قد سرقت المدونة بكل ما فيها ،، فمتشرد سيواصل التدوين وسيصنع ذاكرةً جديدة له ولنا
-وبالنسبة لكل ما قلته عن متشرد،، كأننا لم نسمع شيئا!
...
وأنت يا متشرد ، ننتظر عودتك ،كما وننتظر منك مدونة جديدة اليوم قبل الغد
تجاوز محنتك وعد لنا
وكل أصدقاءك بجانبك.
كل الود