السبت، 27 أغسطس 2011

قلب جنين


تقرير: ايريس ماكلر- إذاعة هولندا العالمية/   قارب المخرج السينمائي الألماني ماركوس فاتر على الانتهاء من مشروع ترميم إحدى دور السينما في جنين في الضفة الغربية وهو المشروع الذي استغرق ثلاث سنوات كاملة، وكانت الدار قد أقفلت على يد ميليشيات فلسطينية منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن.

في عام 2007 صور ماركوس فاتر فلما وثائقيا في جنين وبقي هناك لإعادة بناء دار السينما وعرضه فيها.
يدور فلم "قلب جنين" عن طفل فلسطيني قتل على يد الجنود الإسرائيليين عندما كان يلهو بلعبة على شكل بندقية من البلاستيك في مخيم اللاجئين الموجود في المدينة، وقرر والداه بعد مقتله التبرع بأعضائه لإنقاذ أطفال آخرين من العرب والإسرائيليين.

► الثقة والحب
"مشروع سينما جنين يدور كله حول فكرة الثقة. الثقة مثل الحب، وإذا لم تمنح الثقة فانك لن تحصدها أيضا، ولن تحصل على الحب في المقابل، بل على كل المشاعر البغيضة الأخرى". هكذا يقول منتج الفيلم الألماني ماركوس فاتر.

فاز الشريط الوثائقي بالعديد من الجوائز، لكن لم يمكن عرضه في جنين قلب الحدث لان السينما الوحيدة الموجودة بالمدينة أقفلت منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمن على يد ميليشيات فلسطينية. طلب والدا الطفل أحمد من المنتج فاتر المشاركة في إعادة ترميم وبناء السينما من جديد لأنهما كانا يرغبان في إيجاد المزيد من الفرص لأطفال المنطقة، فوافق على ذلك رغم أنه لا يعرف عن أعمال البناء والترميم شيئا.

► متطوعون
أدار فاتر الأمور بطريقة غير تقليدية، حيث لم يسع إلى البحث عن ممولين للمشروع، بل انطلق مباشرة في العمل. ولم يكن العاملون في المشروع يتلقون أجورا تذكر، وفي الحقيقة لم يكن هناك أجور على الإطلاق للمهندس الألماني ومساعديه من الفنيين. لم يكن هناك سوى متطوعون.

"وضعنا الخطوة الأولى، هذا بالضبط ما فعلناه، بدأنا بأعمال التصليح مباشرة، وكنا نتبع نصيحة: لا تكثر من الكلام وقم بالعمل بحب كبير". يقول فاتر شارحا فلسفته في إدارة المشروع.

المشروع طموح جدا، ويهدف الى ترميم صالة العرض الداخلية المغلقة وتشييد صالة عرضة خارجية مفتوحة في الهواء الطلق، إضافة إلى مقهى وغرفة ضيوف، كما أنشأ فاتر ومن معه شركة لإنتاج وتوزيع الأفلام.

► روجر واترز
بلغت الكلفة لغاية الآن نصف مليون يورو. القسم الأكبر من التمويل جاء من الحكومة الألمانية، والباقي من المتبرعين من الشركات وأشخاص عاديين. لكن الهبات المالية غير كافية. في بداية هذا العام لم يكن لدى فاتر مال للمتابعة، اضطر إلى الكتابة إلى ستة متبرعين يطلب منهم المال الذي يحتاجه وهو مبلغ 900 ألف يورو من اجل إنهاء المهمة. فقط متبرع واحد تجاوب مع الطلب. وهو الموسيقي البريطاني الشهير روجر واترز، من فرقة الروك بنك فلويد فايم. وفي حديث هاتفي قال روجرز:
" شعرت عندما التقيت هؤلاء الناس برابط يجمعني بهم، وشعرت أن اقل ما يمكنني فعله لهم وهو تقديم دعم مالي ليستطيعوا إنهاء مشروعهم.
يقول واترز أن المساعدة التي قدمها كانت بسبب تأثره بكرم والد احمد الخطيب:
"ان هذا المشروع هو مرتبط بشكل أساسي بالحادثة والقصة التي هي مؤثرة جدا. هو يعطينا الأمل ربما نجد حلا ما للمحنة الذي يتخبط فيها الشعب الفلسطيني.

► معارضة فلسطينية
كانت هناك معارضة فلسطينية لهذا المشروع. في بداية هذا العام انتقد فلسطينيون مثقفون مشروع سينما جنين. اعتبروا أن هذا المشروع يعتمد على تعاون إسرائيل وعارضوا بناء السينما طالما الجيش الإسرائيلي يحتل الضفة الغربية. اقر فاتر من جهته أن هذا الأمر سبب له الإحباط ويقول عن ذلك:
"اعتقدت وقتها ان المشروع سوف يفشل. وأنني لا أستطيع أن اصرف وقتي على مشروع فيه توجه أصولي. كان الأمر محبطا للغاية."

استعاد فاتر التزامه بالمشروع نتيجة ثقة الفلسطينيين العاديين به، بالإضافة إلى التصميم القوي لدى والديّ احمد الخطيب، لان سينما جنين كان حلما أرادوا أن يتحقق. أرادوا أن يتوفر لشبان البلدة ما لم يتوفر لابنهم، أي المزيد من الفرص ومستقبل أفضل وبالتأكيد المزيد من الأمن. أنقذ أحمد بموته خمسة أولاد، قدم لهم الحياة بحصولهم على أعضاء كانوا بحاجة لها. مع بناء هذه السينما التي أنشئت تكريما لذكراه، يأمل أهله أن يستطيع أن يؤثر على حياة العديد من الناس أيضا.

► الافتتاح
شارف بناء سينما جنين على الانتهاء، ومن المقرر أن يتزامن افتتاح سينما الهواء الطلق مع المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم، على أن تفتتح السينما الداخلية في أوائل شهر أغسطس آب من هذا العام.
P.S:التقرير والخبر المكتوب في الأعلى قديم بعض الشيء ، نُشِر قبل عام تقريباً ، وأنا الآن أضعه وسام شرف على مدونتي ، أولاً : لأن الأمر يخص جنين التي أحبها لأسباب مجهولة ، والأمر نفسه ينطبق على السينما ، ثم إن الفيلم الوارد ذكره في التقرير "قلب جنين"مؤلم حد البكاء .. 
P.S:عزيزي ماركوس زرنا في سلفيت ، ولي معك حديث ، الى اللقاء .
 

السبت، 13 أغسطس 2011

//


رغم شعوري مؤخراً أنني لا أجيد الكتابة كما ينبغي ، أو أنني بت لا أثق في أشياء كثيرة منها نفسي وطريقتي في الكتابة ، إلا أنني سأكتب تلك الفكرة التي عبرت أفقي ..
الآن ، وأنا في العشرين من عمري ، أدرك ما معنى أن تمضِ السنون دون أن تفعل شيء ، أي شيء ..كأن تقرأ كتاباً كل يوم ، أو تشاهد فيلما ولو مرةً في الشهر وبالنسبة لي أفضّل أن يكون في السينما : التي عندما أحدّث أحداً عن حبي لها واستغرابي لأن مدينة بحجم مدينتي ما فيها دار واحدة للسينما ، وقتها قد يأتيك السؤال المتوقع دوماً :عن معنى السينما فأجيبهم بسذاجة : هي بالنسبة إلي تلفزيون كبير ، هناك  أشاهد من رحم العتمة ، وأتأثر دون أن يلاحظ أحدٌ ذلك ، ثم أضحك من أعماقي عندما يضحك المشاهدون ..
ولأنني الآن كبرت قليلاً ، وتغيرت ، لا لأنني أريد ذلك ، بل لأن الطبيعة تفعل ذلك في كل وقت ، تغيرت نظرتي لكثير من الأشياء ، وما عدت أفعل بعض الحركات البريئة الي كنت أفعلها ، كأن أختصر أحلامي في ورقة ، أنظر فيها ، وأحدق بها ، أحتفظ بها لفترة ثم أضيّعها  هي و ما احتوت..
والآن .. بعد المدرسة والمريول ، بعد عامين في الجامعة ، وبعد العشرون التي حلّقت. لا أريد أن أقول بأنني أحلم بأن أخرج إلى النور ، فأنا أتحفظ على كلمة "أحلم" هذه التي تثير فيّ شيئاً من الشك ، بل سأقول : أريد ، أريد من أعماقي أن أخرج حقاً ، أريد أن أمشى على شاطىء بحرٍ ما ، أريد أن أشاهد فيلماً من رحم العتمة ، أريد أن أجرّب أشياء كثيرة  ، لا أريد لحياتي أن تكون مميزة ، بقدر ما أريدها بسيطة ولكن من صنع يدي ، من تخطيطي أنا ، لا كما يريدها أي أحد ..
ثم إن العمر يمضي .. وأنا أهرم  !