السبت، 31 ديسمبر 2011

لا شيء!


مؤخراً ، فكّرت كثيراً أن أكتب ، لكن عبثاً ، الكلمات كانت تفلت وتضيع مني ، حاولت كثيراً أن أحبسها في مكان ما فيّ ثمّ ألقي بها في غياهب الورق ، لكن بلا فائدة ، لا أنا كتبت ، ولا أنا بكيت ..
والآن ، أحسُّ أنني يجب أن أكتب ، يجب أن أقول و أخبّر ولو بضع كلماتٍ في "سنة" ستحمل حقائبها وترحل ، لعلّي لا أودّ ولا حتى أستطيع أن أقول فيها شيئاً بقدر ما أودّ أن أقول وأخبّر عن نفسي .
-         أنا التائهة الغريبة ، أنا الصغيرة الكبيرة ، التي لا تريد من هذا العالم المتداعي شيئاً سوى جناحين كتلك التي لا أنفكُّ أرسمها لفراشاتٍ على الورق ، جناحين فقط ، يحملانني إلى الأماكن الجميلة في هذا العالم ، كل الأماكن بلا استثناء ، ثمّ وبعد أن أشعر بالملل أحطُّ في الجنة . أريدُ جناحين! فأنا لست شجرة ولن أكون !
-         أنا التي تنام الليل من دون أن تحلم ، تحاصرها الأحلام في النهار وفي قمة اليقظة ، حتى بعد أن توقفتُ عن الإيمان بها ، أحلام هي في نظري تافهة بسيطة ، لكنها لا تنفكُّ تقاتل بكل ما أوتيت من قوة ، فقط من أجل أن تري وجهها الشاحب للنور ، هكذا ببساطة !رغم العالم الذي ينهار ويفقد قطعة منه في كل لحظة ، ورغم الأرض التي وعلى ما يبدو عافت من عليها ، وراحت تبتلع أكثر من أي وقتٍ مضى!
-         أنا ورغم بشاعة هذا العالم ، عتمته ، برده ، وبؤسه ، رغم دفتيّهِ المشرّعتين على جهنم ، لا زلتُ أحبُّ الحياة كما هي ، عادية ، بسيطة ، رقيقة ، حياة لا تتعدى كونها كومة صغيرة من الجمر تدفئ أيامي ،مقطوعة موسيقية تبكي وتُبكي عيون قلبي ، ثم رواية تثرثر حتى الموت !