الجمعة، 20 يناير 2012

وهكذا!




هل يجب أن نقف دوماً عند نهاية الأشياء . أو عند بدايتها. أقصد هل يجب أن نتحدث عن اللحظات الفاصلة بين فترتين . كأن تكتب احتفاءً بسنة جديدة . أو أن تكتب عن انقضاء إجازتك اللعينة النتنة مثلاً . بالطبع لا !
لو كنتُ أعي نفسي عندما كنتُ طفلة لرغبت بالكتابة عن اللحظة التي وقفتُ فيها ، عندما وقفتُ وارتجفت قدماي ، ثم وقعت . هل حصل ذلك!؟ لا أدري . ولم يخبرني أحد بذلك .

سأحبُّ أن أكتبَ عن آلةٍ موسيقية سأشتريها في الغد . الغد أعني المستقبل . ربما بعد شهر . أو بعد عام . أو أنا لا أدري . سأكتب عن أول درس موسيقى . عن صبر الأستاذ . لا ! ربما تكون معلمة .. إن كانت هذه الآلة عود . سأخبر الأستاذ أو المعلمة عن مقطوعة ترنيمة العود . أو الفجر الثاني . وسأقول لهم أنني أريد أن أعزف هذه المقطوعة التي فتنتني منذ سنوات . ولا زلت أنتظر اللحظة التي سأكره فيها هذه المقطوعة . تماماً مثلما أحببتُ بعض الأشياء ثم كرهتها بلا سبب ، وبكل بساطة . وكأن شيء لم يحصل !

والآن أكتب عن أنا  في حضرة الفراغ ، أنا بلا جامعة ، بلا نعاس ،  بلا باص ، بلا جبال اعتدتها وأعتدات عليّ في النهار مرتين ، بلا درجات ثلاث طوابق تقتلني أنا التي تكره المشي ، وصعود الدرج أكثر من أي شيء آخر . أنا بدون توتر امتحانات نهاية الفصل لأن معدلي التراكمي يريد هو لا أنا أن يصبح ثلاثة لا أقل ولا أكثر ، أنا بعيداً عن محادثات مباشرة مملة وفضولية ع الأغلب أو هكذا أنا أشعر . بعيداً عن بائع علكة على الرصيف ، أو بائع جوارب بألوان فاتنة .

وبالنسبة للزمن ! هل سبق أن قلتُ أنه سريع ؟ لا إنه بطيء ! أعني هو سريع وبطيء بنفس الوقت ، وأنتِ تبتسمين أحياناً كلما أنهيتِ فصلاً دراسياً على أساس أنكِ تقتربين من يوم التخرج . غباء! الأمر أشبه بشخص يفرح كلما كبر عاماً علماً بأنه يقترب من الموت على أساس أن الكبير في السن هو الذي يموت قبل غيره!
لا داعي لهذا الفرح الأهبل ، هذه المرحلة من الحياة أقصد التي تعيشينها الآن إذا استثنيتِ منها الإجازات الباردة الكئيبة :  عادية وجميلة بنفس الوقت ، تشربين القهوة ، تسمعين فيروز و أميمة خليل ، وقلبك ينبض بشدة لدرجة أنه يوشك أن ينفجر أحياناً .

وعن القراءة . فأنتِ تقرئين على صوت مقطوعة موسيقية تشعرين أحياناً أنها جنازة! المشكلة أنكِ أحببتها وإن كانت بنظر أذنيكِ جنازة ، تفكرين أحياناً بترك القراءة إلى الأبد ، وعيش الحياة هكذا على تفاهتها وقذارتها ، ما تعرفينه ، أن القراءة لا تخفف وطأة الإحساس بتفاهة الحياة ، لكنها وحدها تُغيّبك عن العالم ، تنقلك من الهم الشخصي ، إلى هم أشخاص آخرين ، وهمهم ينسيكِ همك . أيّ تفاهة هي التي أنتِ فيها .؟
تأخر الوقت ، وأميمة خليل تغني منذ الأمس وكأنها تريد أن تأكد لي أنني لست وحيدةً مع هذا الليل ، أقصد الفجر أياً كان ..وضعتُ النقطتين ..سكتُ ..هي تغني ..إيمتى الأيام رح تصفالي ..وهكذا !



  



الاثنين، 2 يناير 2012

.


- بتكرهي المدرسة ..؟
-جداً
-منذ متى ؟
منذ زمن .
طيّب ..ماذا فعلت بكِ ؟
لا شيء مهم ..
فقط درستُ ونسيتُ أن أتعلم ..
قلقتُ ونسيت أن ألعب .
سكتُ ونسيت الكلام .
حتى الطاولات لم أقفز فوقها ، وحقي في المشاغبة ضيّعته فأخذه غيري ...
مشيتُ إليها كثيراً فبات المصعد شيئا محبباً.
لم يخبروني فيها أن في العالم عود ، وكمان ، وقيثارة .
حتى فيروز لم نغني لها إلا مرة أو اثنتين .
وحين مات محمود ، لم أبكِ لأني لم أكن أعرفه .
متُ فيها ..وحين استيقظت اكتشفت بأنني تأخرت.
.............