لكم أن تقرأوا ما
سأكتب الآن ، ولكم أن تتناقلوه فيما بينكم ، أو بينكم وبين أنفسكم ، المهم أن لا
تسألوا عن المكتوب ، ولا حتى عني ..
لكم أن تفكروا كما
تشائون ، أن تحبوا وتكرهوا كما ترغبون ، المهم أن لا تنصحوا وتنظرّوا وتحاولوا زرع
شيءٍ لا ينبت كالأمل مثلا في رأسي !
مقطوعة موسيقية تتسرب
الآن عبر أذني إلى رأسي و كلّي ، فتملؤني هي وأشياء أخرى برغبة ، أعتقد أنها
الرغبة في البكاء ، ولكنني لست متأكدة من ذلك . خيبة الأمل لم تغادرني من مدة
خصوصا أن علاقتي بالدراسة مترديّة على غير العادة ، وإن نظرة واحدة إلى دفاتري
ستقول الكثير عن الحالة ، الرف فوق السرير مثقل بالكتب والدفاتر والأوراق والكتب
والروايات ، وأنا في داخلي أشياء وحواجز تمنعني من ان أفعل ما أريد!
لا أدري لماذا أمتلىء
أنا وصديقة لي بفكرة السفر ، لا وبل نحلم بطريقة جنونية بالموضوع ، وأشعر أن معظم
البشر يبحثون عن وطنهم في المنفى ، أعرف أن الغربة سيئة ومرّة وأن من جرّب طعهما ،
قد حنّ وندم ، أعرف أن البلد التي فيها نُولد ونعيش وندرس هي الأصل وإليها نحنّ
دوما . لكنني أريد أن أجرّب الغربة على مرارتها ، أن أجرّب البرد هناك ، أريد
شارعا جديدا أتمشى فيها أريد حرية سقفها أعلى ولو قليلا من سقف الحرية هنا ، أريد
أن أشعر بالأمان الذي فقدته هنا ، هل الأمان مفقود عند الجميع ، هل تشعرون بالخوف
أحيانا كثيرة !؟
العمر قصير ، والوقت
ينفذ ، والحياة تخدعنا دوما ، نظن أننا نفعل ما نفعل أملا بالحياة بصورة أفضل ،
ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، أراها تستحيل جحيما ، أرى الناس تدور في دوائر لا
نهاية لها ، أراني أستيقظ كل يوم بتثاقل ، أعبىء حقيبتي كتبا وأقلام ودفاتر ، أضيع
عمري في المحاضرات ، أسترق دقائق بينها أسمع الموسيقى أو أغنية ما وأحلم ، وأقول
لصديقاتي أن هذه الحقيبة الكبيرة فأل خير ، تشعرني أنني في المطار ، ونضحك قهرا !
لا أعرف بالضبط ما
الذي يحصل معي الآن ، لا أدري ما سبب هذه الأفكار اللعينة التي تنمو في الرأس كورم
خبيث ، أحاول أن اهدىء وأستكين وأن أوجّه دماغي ليفكر كما معظم المحيطين لكنه لا
يستجيب ويتعبني ، أصرخ في داخلي وأبكي في داخلي ، وابتلع الغصة تلو الأخرى ، وأخرس
!
·
أنا بخير ، سأدخل غيبوبتي بعد قليل ، وبعد ذلك ليذهب هذا العالم إلى الجحيم !