الأحد، 25 سبتمبر 2011

شيزوفرينيا!


أنتِ منذ مدة ، إن لم تضعِ المشط في شعرك لتسرحيه ، فإنك تضعين يدك ، تمررين أصابعك بين خصلات شعرك ، ثمّ تخرجيها ، لكن ! لا تخرج وحدها ، بل معها أكثر من شعرة ، قد سقطت ، وتسقط غير واحدة كل يوم ، ولأنك تحسين بأنك أصبتِ بشيزوفرينيا ، هذا إن لم تكن رفيقة طفولة أصلاً ، فإنك تستحمين رغم هذا التساقط ، بشامبو ضد القشرة ولست تعانين منها أصلاً !
وأنتِ ، أنتِ نفسك ، قد ضحكتِ قبل يومين من مدّرس لك ، وقلتِ أنه مجنون ويناقض نفسه في الدقيقة ألف مرة ، ثمّ تنفصمين منذ يومين ، إن لم تكوني مفصومة أصلاً ، وتكتبين حواراً لخمسة أشخاص ، يتجادلون حول القضية ، أنتِ كتبتِ الحوار ، وأنتِ نفسك دعمتِ رأيين اثنين متناقضين إلى أبعد أحد ، الأول يؤمن بالسلام كحل للقضية مُلهمةً بفيلم قلب من جنين، والثاني يؤمن بالحرب ولا شيء سوى الحرب  مُلهمَةً بقصيدة لا تصالح لأمل دنقل، واليوم أنتِ ومجموعتك هذه قد تجادلتم كثيراً حول الموضوع وصار الأمر شبه جدّي ، والآن تحسين بعبثية الحياة ، وجنون مجازفتك واختيارك لموضوع كهذا ، وبخيانة عظمى تجاه الوطن وشيزوفرينيا .
والفيلم! قلب من جنين ، الذي ألهمكِ لهكذا مجازفة ، والذي وقعت عينكِ عليه في شهر رمضان ، عندما كنت تقلّبين القنوات بحثاً عن شيء لا تدرين بالضبط ما هو ؟ .. وقتها صُعِقتِ ، ولا تكف الصعقة تلمسكِ حتى اللحظة ، كلما جاء ذكر هذا الفيلم على لسانك ، والآن حصلتِ عليه ، ولن تشفي منه أبداً !
أحمد الخطيب ، ابن جنين ، التي تحبينها حبّ عاشقٍ ، يرقص في آخر الفيلم ، وأنتِ تموتين بدل المرة ألفاً ، وإسماعيل :الأب .. يقتلك ، كلما طبّع تلك القبلة على جبين الفتاة الدرزية التي تحيا اليوم بقلب ابنه ، والمخرج يُعمِلُ سكيناً في القلب بهذه الموسيقى التي اختارها للفيلم !

الأحد، 11 سبتمبر 2011

تباً!



في اللحظة الراهنة تتربع أختي على السرير وتقرأ شيئا ما ، لا أدري بالضبط ما هو فأنا لا أرى الكتاب أمامها ولا أسمعها بعد أن قررت أن أصاب بالطرش من مقطوعة ترنيمة العود ، على أن لا يحصل ذلك بسبب أكرم ، الذي بات مزعجاً أكثر بكثير من اللازم ، وأنا الآن  لا أدري بالضبط ماذا أفعل ، سيما أن العقل والجامعة قد أصبحا في زحمة لدرجة أشعر معهما أنني في مملكة الصين الشعبية ، وأسير هائمة على وجهي ، أنزل درجات القسم الكثيرة ثم أتجه نحو مكاني المفضل للجلوس ، لأجده مزدحماً أكثر من اللازم وحتى الآن مضى أسبوع ودخلنا في الثاني ولم أجلس هناك سوى مرة واحدة .. ومع أن المكان بات مزدحماً اكثر من اللازم ، وجدولي الدراسي شبه معاق ، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيراً على علاقتي بالمكان  ..
لكن .. !في طريق العودة ، وكما يحصل كل يوم ، وكما أفعل منذ عامين ، تتسلق عيوني نافذة الباص ، وأنظر إلى كل شيء كأنما أفعل ذلك لأول مرة ، مع اختلاف بسيط ، هو أنني أنظر بحسرة إلى حاجز حوارة ، وأمعن النظر في جهة اليسار ، سيما أن الأقوال تتزايد عن احتمالية عودته إلى ما كان عليه سابقاً قبل أعوام ، سيصطف الناس في طوابير لا منتهية ، وستحرقهم الشمس بلا رحمة ، وسيمعن الجنود بالتفتيش ، وحتى لا أكون منهم ، سأتخذ قراراً صعباً مرة أخرى ، سأحمل حقائبي وأرحل !
تباً !