الثلاثاء، 26 يوليو 2011

فلسفة:-


مؤخراً ، وبطريقة تبعث على الضحك ، أقتنعت أخيراً بفكرة "أن الإنسان لا يأكل من هذه الدنيا إلا نصيبه" ، رغم أنني لطالما سمعتُ الناس يتحدثون عن ذلك إلا أنني أبيت أن أتشرب الفكرة َ مجردة ً كما هي . لعل الأمر بالنسبة لي كان أشبه بفكرة " إجبار والدي لي  على النوم باكراً وأنا صغيرة" ، لم أقتنع بالفكرة ، ولم أرضَ عنها أبداً ، حتى جاءت د.ماري راج-الهندية الأصل- وشرحت لنا درساً عن الساعة البيولوجية وأنا في سنتي الجامعية الأولى ،وقتها فقط فهمتك يا والدي ،وفهمت الفكرة ، بدون مشاكل ولا عصيان مدني ..!!

أحياناً ، وأنا أقلّب صفحات المادة لآخر مرة أمام قاعة الامتحان ، يحصل أن يشي لي حدسي بسؤال ما ، فأدرسه ، لأجد السؤال نفسه في الامتحان ،وأحياناً أخرى أيضا يشي لي حدسي فأهمله ، ثم أتفاجأ !!! أليس هذا نصيب في الحالتين ..؟!

ثم إن الثانوية العامة ، أليست أيضاً واحدة من تفاصيل حياتنا الكثيرة الخاضعة لقاعدة النصيب ؟ .. طالب يدرس فيتوفق ، وآخر يكره نفسه ثم الدراسة  فلا يدرس ولا ينجح ، وآخر متفوق طوال سنواته المدرسية الإحدى عشر ولكن-مع الأسف- ختامها ليس مسكاً ، وآخر العكس تماماً ... أما الفكرة الأكثر بؤساً بين كومة الأفكار هذه ، طالبة تنجح وبمعدل ممتاز ، ثم ومن شدة الفرحة ، يطلق أخوها رصاصة للهواء ، فتصيبها في مقتلها ، تصيبها هي بالذات من بين كل الموجودين .
*لعل الفكرة التي خضعت لها السطور في الأعلى "مريحة" .. بالنسبة لي على الأقل : )  ..

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

أكثر سواداً!!

بكل بساطة وعفوية وتلقائية،بعيداً عن المكياج والكلمات المنمقة،وقريباً جداً من الواقع وحدسي أقول:
القضية ليست لون حذاء أو شالة لأجاملكم بهِ ، كما أنني لست مضطرة الآن وأثناء حديثي عن ذلك، لفرد وجهي وإطلاق ابتسامتي للريح ،أنا لن أبتسم رغماً عن أنفي سيما أن هذا الأمر الذي أتحدث عنه يتطلب وعلى أقل تقدير مني تكشيرة مع رقم 11في جبيني ،متناسية نصيحة جدتي لي في صغري ،بعدم التكشير ، نظراً للقبح المنوط بهِ إضافةً للتجاعيد التي قد تعتمل في وجهي باكراً كنتيجة لذلك!!!!
باختصار شديد ،أيلول المزعوم الذي يتحدثون عنه لن يكون اكثر من صفحات نضيفها لقضيتنا الفلسطيينية ،لنضطر من بعده لتعديل كتب التاريخ المدرسية ،وكتاب الدراسات الجامعي ،متكبدين بذلك خسائر ورقية وحبرية ،فهو لن يختلف عن أي وعد أو بند سابق ..بناءً على استنتاجاتي الشخصية من أن كل من وعدنا حتى الآن يحمل قاعدة بينه وبين نفسه تقول no promises..
أتعلمون؟ليتنا نعود لزمن الحجارة ،المقليعة ،المولوتوف، ليتنا نعود لذلك الزمن الذي شاب فيه شعري ، واختبأتُ فيه أنا وأختي مرةً بجانب سور المدرسة بسبب القصف ، على الأقل في تلك الفترة تقاسمنا القضية مع الغزيين مناصفةً ،دون أن يحمل أحدنا عبئاً لا يقارن أبداً بعبء الآخر..
بالمناسبة عندما كنا صغاراً ونتشاجر ، أمي كانت تقول دوماً ، أن كل المشاكل تُحلّ بالسياسة والتفاهم ،لكن!!!إلا القضية ،ولّى زمن الكلام ،سئمنا الوعود والبنود ،سئمنا منكم يا أصحاب المقامات ويا ذوي الملابس الناعمة ، بالمناسبة أستغل هذه المناسبة العظيمة لأشتمكم بأبشع الشتائم ..
وأنت يا محمود درويش قلت مرة:"وبي أملٌ يأتي ويذهب ،لكن لن أودّعهُ"...اسمح لي أن أقول "وبي أملٌ يأتي ويذهب،،لكن،شكلي سأودّعهُ"..

الأربعاء، 13 يوليو 2011

!

أتعلم يا ناجي !
في فترة من فترات حياتي ،ومن دون قصد تخليّتُ عن الكتابة ، هجرتها، مع أنني كنت بالكاد في البداية ،المشكلة أنني كنت أظن دوماً أن ما يُكتَب هو العظيم فقط ، وأن لا مكان للشيء البسيط الساذج .. والآن أحس أن الكتابة قد خُلِقت لتستوعبك كما أنت،بذكائك بغبائك ، بسعادتك بتعاستك ، هي موجودة لتستوعبك بكافة تناقضاتك وفي جميع أحوالك.
الكتابة ، أتخلى عنها فتأبى هي ذلك ،أركلها بقدمي فتأتيني زحفاً على ركبتيها ، ومع أنني في فترة من الفترات أحببتها أكثر ، ولكني الآن في عتمة الليل أكتب ، أنسل خيطاً من خيوط الليل فأكتبه ويكتبني ويكتب كلٌ مننا الآخر.
وأنت قصة اخرى ، أنت غريب يا رجل ،غريب..احترم بساطتك بكافة تفاصيلها ، أنت لا تعلم كم أشعر بالامتنان كلما تذكرتُ اهتمامك بالبسطاء والأميين ، أنت أبداً لم تتفلسف علينا ، أنت أردت أن يفهمك العامة قبل النخبة ..
وأن لا أنساك أبداً..سأحدثك كلما أردت الكلام فأنت تفهمني جداً .. من القلب شكراً لك.

الأحد، 3 يوليو 2011

يتيماً يعانق يتيماً آخر!


يتيماً يعانق يتيماً آخر!



ناجي العلي هو رسام كاريكاتير فلسطيني ولد عام 1937م في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة،هناك حيث ولد المسيح،واستشهد الشاعر عبد الرحيم محمود..
ومثله مثل الكثير من الفلسطينيين لم يعش في وطنه كثيرا،حيث تم تهجيره هو وأسرته إلى لبنان،هناك حيث عاش حياة مرّة في مخيم عين الحلوة، اعتقله الجيش الاسرائيلي واللبناني كثيراً،فكان يقضي وقته بالرسم على جدران الزنزانة.
ناجي العلي لم يعرف الاستقرار في حياته، فقد كان متنقلاً من مكان إلى آخر،وأثناء وجوده في الخليج هو وغسان كنفاني،لاحظ أن كثيراً من أصدقائه قد تخلّوا عن مبادئهم لأجل المال والعقارات،فرسم حنظلة ليذكّره دوماً بألا يضعف وأن لا يصبح واحداً من المجتمع الاستهلاكي، وفي هذا السياق يقول ناجي:"كان لي أصدقاء تشاركت معهم العمل،جمعنا السجن..ولكن عندما انتهوا إلى أن يتحولوا إلى" تنابل "وأصحاب مؤسسات وعقارات خفت على نفسي من الاستهلاك.وفي الخليج أنجبت هذا الطفل وقدمته للناس ،اسمه"حنظلة"،وعاهد الجماهير على ان يحافظ على نفسه،رسمته طفلاً غير جميل شعره مثل شعر القنفذ،والقنفذ يستخدم أشواك شعره كسلاح."حنظلة" لم أعمله طفلاً سميناً مدللاً مرتاحاً،إنه حافٍ من حفاة المخيم،وهو"أيقونة" تحميني من الشطط والخطأ.ورغم انه غير جميل إلا أن حشوته الداخلية تحمل رائحة المسك والعنبر ومن أجله سأقاتل بضراوة كي لا يمس.
وعن حنظلة يقول ناجي:"ولد حنظلة في العاشرة من عمره ،وسيظل دائماً في العاشرة من عمره،ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر،فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء كما هو فقدان الوطن استثناء".وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي:"كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطبيع شاملة،وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة،فهو ثائر وليس مطبّع.
وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب:"عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة،وعندما يسترد الإنسان شعوره بحريته وإنسانيته".
ناجي العلي كان صريحاً،وصريحاً جداً،كان وقحاً في مهاجمة المخطئين بغض النظر من هم (ما أجملها من وقاحة).إذاً كان مصيره معروفاً..حيث تم اغتياله في لندن من قبل شاب يقال ان له ملامح شرقية،وبالتالي أسلم ناجي روحه لبارئها في لندن عام 1987م ودفن هناك ما يعني أن وصيته لم تتحقق لأنه أراد أن يدفن في مخيم عين الحلوة قرب والده، إذاً رحل ناجي قبل أن يرى فلسطين مرة أخرى،رحل صاحب الضمير الحيّ،رحل لساننا وسيفنا،رحل ثائرنا البطل، لكن من ترك حنظلة وراءه لا يموت أبداً..
............................................................................
من أشهر وأجمل مقولات ناجي على الإطلاق:
-اللي بدو يكتب لفلسطين،واللي بدو يرسم لفلسطين،بدو يعرف حالو ميّت.
-هكذا أفهم الصراع:أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
-الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة.
-متّهم بالانحياز،وهي تهمة لا أنفيها،أنا منحاز لمن هم تحت.
-أن تكون أو لا تكون ، التحدي قائم والمسؤلية تاريخية.
...............................................................................
وردة منا لروحك يا ناجي