في اللحظة
الراهنة تتربع أختي على السرير وتقرأ شيئا ما ، لا أدري بالضبط ما هو فأنا لا أرى
الكتاب أمامها ولا أسمعها بعد أن قررت أن أصاب بالطرش من مقطوعة ترنيمة العود ،
على أن لا يحصل ذلك بسبب أكرم ، الذي بات مزعجاً أكثر بكثير من اللازم ، وأنا الآن
لا أدري بالضبط ماذا أفعل ، سيما أن العقل
والجامعة قد أصبحا في زحمة لدرجة أشعر معهما أنني في مملكة الصين الشعبية ، وأسير
هائمة على وجهي ، أنزل درجات القسم الكثيرة ثم أتجه نحو مكاني المفضل للجلوس ،
لأجده مزدحماً أكثر من اللازم وحتى الآن مضى أسبوع ودخلنا في الثاني ولم أجلس هناك
سوى مرة واحدة .. ومع أن المكان بات مزدحماً اكثر من اللازم ، وجدولي الدراسي شبه
معاق ، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيراً على علاقتي بالمكان ..
لكن
.. !في طريق العودة ، وكما يحصل كل يوم ، وكما أفعل منذ عامين ، تتسلق عيوني نافذة
الباص ، وأنظر إلى كل شيء كأنما أفعل ذلك لأول مرة ، مع اختلاف بسيط ، هو أنني
أنظر بحسرة إلى حاجز حوارة ، وأمعن النظر في جهة اليسار ، سيما أن الأقوال تتزايد
عن احتمالية عودته إلى ما كان عليه سابقاً قبل أعوام ، سيصطف الناس في طوابير لا
منتهية ، وستحرقهم الشمس بلا رحمة ، وسيمعن الجنود بالتفتيش ، وحتى لا أكون منهم ،
سأتخذ قراراً صعباً مرة أخرى ، سأحمل حقائبي وأرحل !
تباً
!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق