الأربعاء، 25 مايو 2011

أنا صرتُ غيري!



أنا..صرتُ غيري!

الأيامُ،سرعتُها تخيفني،ثمة أشياءَ أتذكرها وكأنها قد حصلت في الأمس، ووجوهاً قد غيبّها الموت ولكن الذاكرة قد أبت ذلك.كما أن في الذاكرةََِ صورٌ لأشخاصٍ لا زالوا هناك ولكنني أتساءل أحيانا كثيرة إن كانوا يتذكروننا أم أن الأيام لا تسمح لهم حتى بالتفكير فينا..
إجازتي ،بعد ساعات ستصبح طي النسيان،مع أنني بالكاد شعرت بها،تُراها كانت قصيرة أم أن الأيام سريعة حقاً!!
فرصتي الأخيرة في ضبط ساعتي البيولوجية قد حانت اليوم ،إلا أنني ما زلت كما عهدت نفسي خرقاء ،ولا أتوانى عن تضييع الفرص وإن كانت هي الأخيرة!!
أفكر في فصلي الجديد الذي سيبدأ يوم الأحد ،كما أنني نمت في الأمس وأنا أفكر به،تراه سيكون كإخوته أم أنه سيكون أكثر رحمة..

تُرى هل سأكون أكثر سيطرة وحزماً..هل سأتحمس –كالعادة- مع البداية..ثم ما تلبث هذه الحماسة تتلاشى كغيمة تنقشع من السماء..
هل سأكون أقوى؟أم أضعف من قبل!!
لن أكرر هذه الأسئلة مرةً أخرى لا على الملأ ،ولا على الورقة،ولا حتى بيني وبين نفسي!!
فقط،سأكون ما أريد..وسيطمئن قلبي..وسأشعر بالراحة والرضا عن ذاتي ،سأجلس في الصفوف الأولى دوماً،وسأستمع لكل شيء يُقال،لن أضيّع أية محاضرة مهما حصل،وسأحتمل جميع الأساتذة والمقررات  وأبتلع غصتي إن كان من بينهم من لا يسر الخاطر،كما أنني سأفعل تماماً كما كنت أفعل في صغري :المعلومة الرطبة كنت أبتلعها،والجافة أرطبّها ثم أبتلعها،وتلك التي كانت تأبى مثل هذه الحلول كنت أبتلعها جافة كما هي،والمّدرس الذي لا يناسبني لا يعيقني أبداً..
ولتأتي الأيام بكل ما فيها..فأنا منذ اليوم غيري!!
................................................................
تلك السطور في الأعلى كتبتها يوم السبت في22/1/2011م وتحديدا في الواحدة وخمسة عشرة دقيقة صباحاً،كتبتها لأعانق بها فصلياً دراسياً كان على بابي،هي لم تكن تدوينة بقدر ما كانت حلماً أغتلته على ورقة،والآن أكتب وأكاد ابكي،مع أنني وللأمانة نسيت متى كانت آخر مرة بكيت فيها!
هكذا وبكل بساطة تحققت النبوءة وصار الحلم واقعاً،مع أنني يوم كتبت تلك الكلمات،خفت.خفتُ أن يكون هذا الحلم شبيه غيره،خفت أن ينقشع الحماس كغيمة!
ولكنني فعلاً كنت أكثر سيطرة وحزماً،وإن خفّ الحماسُ أحياناً إلا أنه لم يبرح أرضه،وأملي كان أمل بنيلوبي وتلمانشيوس في انتظار أوديسيس الذي غاب عشرون عاماً بالتمام والكمال إلا أنه أخيراً عاد!،،لقد كنت أقوى فعلاً،وأخيراً عدت لنفسي أو هي عادت لي،المهم أننا التقينا مرة أخرى!
-أنت كريم جداً معي يارب!
-محمود،من القلب شكراً لك.
-د.فريد أبو ضهير،د.عبد الكريم دراغمة،د.ماري راج (كي لا أنسى)
ثمة أناس يسطعون في غسقنا كشمسٍ في رابعة النهار..


ليست هناك تعليقات: