الأحد، 3 يوليو 2011

يتيماً يعانق يتيماً آخر!


يتيماً يعانق يتيماً آخر!



ناجي العلي هو رسام كاريكاتير فلسطيني ولد عام 1937م في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة،هناك حيث ولد المسيح،واستشهد الشاعر عبد الرحيم محمود..
ومثله مثل الكثير من الفلسطينيين لم يعش في وطنه كثيرا،حيث تم تهجيره هو وأسرته إلى لبنان،هناك حيث عاش حياة مرّة في مخيم عين الحلوة، اعتقله الجيش الاسرائيلي واللبناني كثيراً،فكان يقضي وقته بالرسم على جدران الزنزانة.
ناجي العلي لم يعرف الاستقرار في حياته، فقد كان متنقلاً من مكان إلى آخر،وأثناء وجوده في الخليج هو وغسان كنفاني،لاحظ أن كثيراً من أصدقائه قد تخلّوا عن مبادئهم لأجل المال والعقارات،فرسم حنظلة ليذكّره دوماً بألا يضعف وأن لا يصبح واحداً من المجتمع الاستهلاكي، وفي هذا السياق يقول ناجي:"كان لي أصدقاء تشاركت معهم العمل،جمعنا السجن..ولكن عندما انتهوا إلى أن يتحولوا إلى" تنابل "وأصحاب مؤسسات وعقارات خفت على نفسي من الاستهلاك.وفي الخليج أنجبت هذا الطفل وقدمته للناس ،اسمه"حنظلة"،وعاهد الجماهير على ان يحافظ على نفسه،رسمته طفلاً غير جميل شعره مثل شعر القنفذ،والقنفذ يستخدم أشواك شعره كسلاح."حنظلة" لم أعمله طفلاً سميناً مدللاً مرتاحاً،إنه حافٍ من حفاة المخيم،وهو"أيقونة" تحميني من الشطط والخطأ.ورغم انه غير جميل إلا أن حشوته الداخلية تحمل رائحة المسك والعنبر ومن أجله سأقاتل بضراوة كي لا يمس.
وعن حنظلة يقول ناجي:"ولد حنظلة في العاشرة من عمره ،وسيظل دائماً في العاشرة من عمره،ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر،فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء كما هو فقدان الوطن استثناء".وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي:"كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطبيع شاملة،وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة،فهو ثائر وليس مطبّع.
وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب:"عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة،وعندما يسترد الإنسان شعوره بحريته وإنسانيته".
ناجي العلي كان صريحاً،وصريحاً جداً،كان وقحاً في مهاجمة المخطئين بغض النظر من هم (ما أجملها من وقاحة).إذاً كان مصيره معروفاً..حيث تم اغتياله في لندن من قبل شاب يقال ان له ملامح شرقية،وبالتالي أسلم ناجي روحه لبارئها في لندن عام 1987م ودفن هناك ما يعني أن وصيته لم تتحقق لأنه أراد أن يدفن في مخيم عين الحلوة قرب والده، إذاً رحل ناجي قبل أن يرى فلسطين مرة أخرى،رحل صاحب الضمير الحيّ،رحل لساننا وسيفنا،رحل ثائرنا البطل، لكن من ترك حنظلة وراءه لا يموت أبداً..
............................................................................
من أشهر وأجمل مقولات ناجي على الإطلاق:
-اللي بدو يكتب لفلسطين،واللي بدو يرسم لفلسطين،بدو يعرف حالو ميّت.
-هكذا أفهم الصراع:أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
-الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة.
-متّهم بالانحياز،وهي تهمة لا أنفيها،أنا منحاز لمن هم تحت.
-أن تكون أو لا تكون ، التحدي قائم والمسؤلية تاريخية.
...............................................................................
وردة منا لروحك يا ناجي


ليست هناك تعليقات: